صفقة الاستحواذ على “كريم” تنعش منظومة إستثمار رأس المال الجريء في منطقة الشرق الأوسط، ولكنها تشتت مجتمع ريادة الأعمال عن التحديات

April 1, 2019

بقلم خالد بن الوليد:

من الجدير أن نشعر بالفخر حيال صفقة استحواذ شركة ” آوبر” على “كريم” وذلك بما تمثله من علامه فارقه لريادي الأعمال والمستثمرين في المنطقة.عندما يصبح حديث كبرى صحف الأعمال عن تلك الشركة التي نشأت و ترعرعت في منطقة الخليج العربي. و بينما يحتفي الجميع بإعلان “كريم” عن الصفقه، آمل أن لا يصرف أنظارنا عن الجهود المطلوبة لتحسين رأس المال الاستثماري الجريء في المنطقة و البيئة الحاضنه لريادة الأعمال.

لا ننكر حقيقة التطور الملحوظ في عبر السنين القليلة الماضية, وفقا لتقرير منصة “Magnitt”  لعام ٢٠١٨ سنرى ارتفاع في الصفقات تصل ل ٣٦٦ آي بنسبة ارتفاع ٣٪ مقارنة ب عام ٢٠١٧. و ارتفاع معدل التمويل بنسبة ٣١٪ في عام ٢٠١٧ ( مع استثناء “سوق.كوم و “كريم” ) و ارتفاع بنسبة ٥٪ في عدد مؤسسات الاستثمار في ٢٠١٧. مع أن هذه الإحصائيات قد تكون مبهره للبعض ولكن ان كانت منطقتنا تهدف للمنافسة العالمية، و في ظني آنها آهل لذلك.  فلا يجب أن تشتت عملية الاستحواذ على حقيقة ان راس المال الاستثماري الجريء لايزال في مهده في منطقة “المينا” مقارنه بغيره في الأسواق العالمية.

ارفع القبعه لسجل “كريم” الحافل وخطتها للتخارج و مع ذلك ليس من الدقة القول بأن رأس المال الاستثماري الجريء في المنطقة وصل مرحلة النضج، لآن آداء الشركات و فاعليتها في ارتفاع مستمر ومع ذلك فإن منطقتنا ليست سوق واسعا لرؤوس الأموال الاستثمارية الجريئه.

وفقا للطلبات التي وصلتني مباشرة من ريادي الأعمال و صناديق الاستثمار الجريء والشركات اتضح أن العديد من الشركات الناشئه تبالغ في تقييم شركاتها إيمانا منها بأن هناك كيانا عملاقا سيكتسح السوق و يقوم بالاستحواذ عليهم، عمليات تمويل الافكار (ماقبل البذره) والمراحل الأولى والمستثمرين الملائكة يزيدون الطين بله.

وهذه النزعة ليست مقتصرة فقط على منطقة الخليج فقبل ٥ أعوام قال المستثمر”مارك كيوبن” عن مستثمري ” سليكون فالي” بآنهم يعانون من حالة ” الخوف من تفويت الفرص” مما جعل العديد من مستثمرين المراحل الاولى ( البذرة)  و الملائكة من استثمار أموالهم في كل شي أملا في الحصول ذات يوم على شركه ناشئه تتخطى قيمتها المليار دولار او بما تسمى ” اليونيكورن” او خطه بيع / تخارج بمليار دولار.

الاستثمار في الشركات بغرض بيعها لاحقا ليس بالامر السليم ومع ذلك فان المستثمرين يواصلون القيام بذلك. بالمناسبة ، لا ينبغي أن يكون هذا هو الهدف من إنشاء شركة ؛ الهدف من إنشاء شركة هو إحداث تأثير و توليد الإيرادات والنمو لتصبح شركة ناجحة مستدامة. دعونا لا ننسى أن عملية الاستحواذ على سوق.كوم قدرت أقل بحوالي 30٪ من التقييم السابق الذي بلغ لمليار – والمعروفة باسم “يونيكورن”

بعض الحلول المقترحه :

١. إنشاء المزيد من الشركات التي تمتلك دعم استثماري جريء ذات تركيز حقيقي على رأس المال الاستثماري عوضا اجندات خفية لذوي الأسهم الخاصه

٢. زيادة المستثمرين الإقليميين في الجولات الاستثمارية المتقدمة وليس فقط مستمرين الأفكار و المراحل الآولى و الملائكة فإن منطقتنا لا تعاني نقصا في الممولين من سواء من العائلة و الأصدقاء الداعمين للمشاريع الناشئه في بدايتها ولكن تعاني نقصا في المستثمرين في الجولات التمويلية المتقدمة او الضخمه.وينبغي أن نركز جهودنا على هذة الاستثمارات في السنين القادمة.

نحن أيضًا نحتاج  إلى المزيد من العمل على تعريض شركاتنا الواعدة لأسواق الاستثمار المالي الجرئ الأكثر نضجًا سواء كانت في الولايات المتحدة أو أوروبا أو آسيا، مما يمهد الطريق للكشف عن خبراتنا المحلية. هذا لا يعني أننا لم نحقق بالفعل تقدمًا هنا في بلادنا. مرة أخرى ، إذا نظرنا إلى بيانات Magnitt لعام 2018، فإن 30% من جميع المؤسسات التي استثمرت في شركات ناشئة في منطقة ” المينا”؛ كانت من خارج المنطقة، كما أن نصفهم لم يستثمروا من قبل في المنطقة. هذه دعامة قوية، لكننا بحاجة إلى تسويق  أفضل مالدينا و  بشكل أكثر فاعلية في المستقبل. يمكن أن يساعد هذا الأمر المزيد من رواد أعمالنا في تأمين جولات تمويلية مع الشركاء المناسبين كما يحتاج رواد الأعمال أيضًا إلى معرفة الفرق بين طلبات التمويل للأفكار(ماقبل البذرة) وتمويل المرحلة الأولى ( البذرة)  والمتتالية وتمويل الملاك تمويل المراحل المتقدمة والتي تؤثر بشكل كبير على توجه الشركة.

يلعب الآستثمار الجريء دورًا كبيرًا في تعزيزقوه الاقتصاد وتنوعه، نضج الشركات الناشئة والمساحات الاستثمارية يضيف الى قيمة الناتج المحلي الإجمالي لبلد ما، لذا يجب التعامل مع  الحواجز الناتجة عن اللوائح القانونية التي تحول دون إتاحة الفرصة لاستثمار المشاريع. بالتالي ونحتاج أيضا إتاحة الفرص للمستثمرين وريادي الأعمال للاختلاط بمنظومات السوق العالمية الناضجة  للتعلم والتكيف وذلك، إما عن طريق إدخال الشركات من الولايات المتحدة أو أوروبا إلى الشرق الأوسط (وهو ما كنا نفعله) و / أو تقديم وتعريف رواد الأعمال والمستثمرين لدينا إلى الولايات المتحدة وأوروبا. هذا التوسع يعتبر إيجابيا.

غالبا الناس في هذه المنطقة لا يكون لديهم الرغبة للاستثمار الجريء في المشاريع تجنبا للمخاطر. لكن عند تنفيذ الاستثمار الجريء في المشاريع بشكل صحيح ،فإنه يعتبر استثمار آمن للغاية. تأكيدا على ذلك، ليس بالضرورة أن يتمثل الاستثمار في الأسواق المشبعة، ولكن أيضًا في المقابل التي يتمتع به أولئك الذين استثمروا في كريم.

Read this post in English

SHARE VIA